مقال بقلم : أ خضر السوطري
تلك هي المؤسسات القيادية الرئيسية لحزب وعد ( الحزب الوطني للعدالة والدستور)
قبل أي شيء، حزب وعد حزبٌ قيمي ويعتمد في أساسه على متدينين إسلاميين ووطنيين منفتحين على كل شرائح المجتمع بكامل أطيافه الديني والإثني، وبالتالي فمن الطبيعي أن يكون الأمرالعادي والرئيسي في هذا الحزب الحب والتعاون والتكامل والتناغم والتآزر ما بين أعضاء الحزب جميعاً، عداك عن العلاقة ما بين مؤسساته ( التشريعي والتنفيذي والحكماء)، وهذا المنطلق الرئيسي في العمل .
فمهمات التشريعي الرئيسيّة هي:
1ـ تطوير النظام الداخلي والموافقة على الخطط والاستراتيجية والمتابعة والتقويم بعد انتخاب قيادة كل دورة حزبية، ومن أهم مهامه بعد المؤتمر العام ( والمؤتمر هو المجلس الأول والأعلى في الحزب).
2ـ الإشراف على انتخابات المجلس التنفيذي:
وهو يأخذ بصلاحيات المؤتمر العام فيما بعد انعقاده ، فالمؤتمر العام هو الهيئة التشريعية الأولى والأعلى في الحزب ومنها تنبثق الهيئات الثلاثة انتخاباً.
ويقوم التنفيذي بقيادة الرئيس بتطبيق وتنفيذ الخطط والاستراتيجيات من خلال الحراك السياسي والإعلامي والاستفادة من الطاقات البشرية والمالية والتي هي من جيوب أعضائه غالباً أو بعض الأصدقاء، وفي حالة الحزب المستقر تكون هناك مشاريع استثمارية لدعم مسيرة الحزب، ويتحرك من خلال مكاتب تخصصية متنوعة لتحقيق رؤية الحزب وخطته والتأثير السياسي في الساحة.
ومن أهم المكاتب في الأحزاب المكتب السياسي ويتبعه المكتب الإعلامي، ولبقية المكاتب دور مهم في الدعم والتأثير.
وتقدم ميزانية الخطط وموازناتها سنوياً من التنفيذي لتقر من التشريعي، مع تقرير الإنجاز السنوي الداخلي والتقرير الإعلامي الخارجي.
ويستمر أداء التشريعي في التطوير من خلال لجان داخلية موازية تعمل على تفعيل طاقات تلك المؤسسة ومن أهم لجانه ( اللجنة القانونية) .
.ولإبقاء شريان تواصل وتنسيق دائم بين المؤسستين التنفيذية والتشريعية الرقابية لا بد من تطوير المواد ذات الشأن ومواد أخرى تحتاج للتطوير أيضاً.
ولا بد من وجود مواد تحكم وتنسق وتديم العلاقة بين المؤسسات الثلاثة تلك، وكذلك مواد أخرى للتطوير فالنظام الأساسي هو نظام بشري قابل للتطوير، ويفضل أن يكون من خلال لجنة قانونية معتمدة ومعروفة من قيادة الحزب وفيها من التشريعي ومن إخوة التنفيذي ويقومون بالإنضاج ومن ثم تطرح للمداولات على التشريعي ويتخذ القرار في التغيير، ثم تمر على الحكماء ليتأكدوا من أن هذه المادة لا تتعارض مع مواد أخرى، فتقر وتعتمد وتسري ريثما يأتي المؤتمر العام فيؤكد عليها أو يلغيها.
والحالة الطبيعية أن المجلس التشريعي يفترض أنه دائم العمل من خلال لجانه التخصصية الموازية لمكاتب الحزب الرئيسية.
ولعلنا ونحن في إطار التحول إلى مؤسسات حقيقية ولم نصل إلى المستوى المطلوب، ولكننا يحب أن نتابع لنستكمل الصورة الأمثل.
إنّ المسار الفاعل الحقيقي والتفاعل وتولد مشكلات هي التي تقوم بصقل وتطوير النظام الداخلي بعنوان ( التطوير من خلال الحركة)،
وعلينا الآن بذل الجهد من جميع أعضاء الحزب كلهم لدعم الخطة وتوجهاتها بقيادة رئيس الحزب فيفترض أن تكون لدينا خطة استراتيجية ولدينا خطة تنفيذية تعتمد شكل مشاريع، ولدينا واقع للحزب نريد أن ننقله من الحال إلى أحسن حال.
وأعتقد أن أهم أمرين يجب التركيز عليهما :
1ـ الانتقال إلى دائرة التأثير السياسي في القضية السورية وكذلك في الظهور الإعلامي الحقيقي، ولتحقيق آمال الشعب السوري في تحقيق العدالة والدستور والحريّة .
٢-تدريب كوادر سياسية قيادية وخاصة على مستوى الشباب والمرأة ،وكذلك عمقنا في الداخل السوري هو الأهم والأصل وخاصة بعد إطلاق فرع الحزب في الداخل. وكذلك إجراؤه المؤتمر التنسيقي بين القوى السياسية …ولكن ماذا بعد؟ وكيف نتابع الاستثمار؟
و على طريق الخروج من الشرنقة فلنخرج من إطار دائرة حزبنا الضيقة إلى دوائر رحبة كبيرة واسعة في أرجاء وطننا . متعاونين مع كل المخلصين من التجمعات والأحزاب الأخرى .
التحديات كبيرة والطريق طويل والمرحلة القادمة في سورية هي مرحلة سياسية وتنموية بامتياز.
إن تناغم المجالس ووجود خط ساخن وفاعل ما بين رئيس الحزب وما بين رئيس المجلس التشريعي وكذلك الحكماء ونوافذ نظامية بين المؤسسات تنسق وتتكامل سيزيد من فاعلية الحزب، ويجب أن يؤطر هذا من خلال الدستور.
وفي حال وقوع خلافات حول الدستور الحزبي تقوم بصقل وتطوير النظام الأساسي وتطوير مهارات أعضاء الحزب على آليات الخلاف وحلها، وكلما كثر اقتراب الأعضاء من تطبيق النظام والالتزام به كلما اقترب الحزب إلى مؤسسة حقيقية .
إنّ الفروع والشعب والأفراد في الحزب هم الحلقة الأهم، وهم الخامة الأساسية التي تقوم عليها المجالس وتتشكل من خلالهم وتتمدد بتواصلهم، وينمو الحزب ويزداد من خلال الأعضاء النشيطين، فإذا كانت الاستراتيجية التمدد البشري يقومون باستجلاب الأنصار.
وقد تكون الخطة هي التطوير النوعي لإعداد قيادات سياسية وإعلامية مستقبلية، وعليه يكون الأفراد والفروع والشعب خلايا نحل وضمن منهج تدريبي وتثقيفي للوصول إلى هذا الهدف.
وسليمان عليه السلام قال مستنكراً متفقداً طائراً صغيراً من مملكته وهو الهدهد، (قال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين)،
ولكنه أعذر الهدهد حين رأى الهدهد قد طار منفرداً وحمل نفسه مسؤوليةً وفرد جناحيه وابتعد وتعرف على قوم بلقيس ومملكتهم وحكى لسليمان قصتهم، وكان سبباً في دخول مملكة سبأ كلها في ملك سليمان ومنها نشأ المبدأ الحزبي( كل فرد خفير) يتحرك ويتواصل ويمثل في المكان الذي هو فيه ليحقق أهداف الحزب ضمن الموجهات الموضوعة.
وربما في زاوية معينة أو في شعبة أو في قرية أو مدينة يقوم فرد باقتراح يتحول لمشروع ويقر ضمن المؤسسات ليحدث تأثيراً كبيراً على مستوى الحزب.
المناهج :إن تدريس النظام الداخلي
وشرح خطط الحزب واستراتيجيته
وكيفية العمل المؤسسي
وآليات إنشاء فرق العمل وإدارتها
والتدريب على الإدارة ومهامها
ومهارات التأثير والظهور الإعلامي
والثقافة الحزبية ومفاهيم التعددية وآلياتها
وبشكل ممنهج وحضوري في كل الفروع والمدن سيزيد فاعلية الإخوة الحزبيين. نحن في حاجة أيضاً إلى مادة في آداب وأصول الحوار فيما بيننا، ثم مع الآخرين وترانا وبين كل نقاش ونقاش نرى ثغرات وعقليات إقصاء المخالف وإلغائه مباشرة، وهذا خلل كبير يعكرّ النقاشات والمداولات ،وبالتأكيد فإنني لم أستكمل الفكرة حول مجالس الحزب الرئيسية وآليات التواصل والتخاطب والمهام والعمل المؤسسي، وإنما أحببت في عجالة أن ألقي فلاشات سريعة وخاصةً للداخلين في صفوف الحزب حديثاً.
أتمنى من جميع الإخوة أن نرى أفكارهم وكتاباتهم ورؤاهم حتى ولو كانوا متدربين فكلنا متدربون، كما وأتمنى من بعض الإخوة المتربصين ( والذين هذا شأنهم دائماً)حتى على الهمزة والفتحة أن يترفقوا بالأعضاء الآخرين. وبالتالي فإن هامورين أو ثلاثة أو طاحونتين حجريتين من الصدام تطحن حبات قمح ناضجة تتطلع من بعيد لتنبث وتثمر وتزهر .
أستذكر مقولة لسيد قطب رحمه الله :
(إنّ المجتمع المسلم هو وليد الحركة والحركة فيه مستمرة والحركة هي التي تعيّن أقدار الناس وموازينهم فيه) إذا كنت حزبياً طامحاً لمنصب أو مصلحة أو شأن أو حتى منفعة دنيويةٍ ( وليس عيباً) أو أخرويةٍ فأرنا حراكك وستأخذ مكانك.
هل سنكون يوماً كخلايا النحل نعمل بصورة متناغمة لتحقيق الأهداف والغايات؟ آمل ذلك.